الطلاب، المعلمون والمعلمات الكرام... أرجو لكم عطلة سعيدة هانئة، دافئة ملؤها الفائدة والمتعة. إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً. والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب، ولا بالمظهر عن المخبر، ولا بالشكل عن المضمون يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام، خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار، موّارة بالعواطف، والمشاعر، والأحاسيس، والأهواء، والأفكار.
واحد اثنان ثلاثة اربعة خمسة سته سبعة ثمانية واحد اثنين ثلاثة اربعة خمسة سته

17-5-2010 
جهاز التربية والتعليم في بلادنا.. إلى أين؟


أحمد ناصر-مدير المدرسة

عندما بدأت بوادر النهضة في جهاز التربية والتعليم في بلادنا منذ النصف الثاني من القرن العشرين، عرف المدرسون العرب مناهج التدريس الحديثة ومارسوها نظريًا وتطبيقيًا، بيد أنّ التعليم العربي في تلك المرحلة، عاصر تأثيرات علم البلاغة، وعلم الاجتماع، وتأثر بنظريات علم التحليل النفسي وغيرها. ولعل في تعدد هذه النظريات واختلاف أصولها ومبادئها ما جعل جهاز التربية والتعليم العربي يعيش حالة من الفوضى نشأت نتيجة لهذه التأثيرات، إضافة إلى حالة اضطراب علمي ومنهجي أصابت الممارسات والفعاليات التربوية برمتها. ونحن نرى أنّ هذه الحالة التي ألمت بالتعليم العربي، ما هي إلا خلاصة ثورة معلوماتية غير مسبوقة. فالتعليم العربي الحديث لا شك، يستمد بعض عناصره من العلوم والفلسفات الغربية الحديثة، كما أن نظرياته وطرائق تدريسه ما زالت وليدة ظروف سياسية وثقافية واجتماعية أفرزها المجتمع العربي الكبير، إلى جانب الاتصال الثقافي الذي نشأ بين الشرق والغرب، وهنا تجدر الإشارة أنّ تبني النظريات الغربية أدى إلى إحداث تغيير كبير في العالم العربي تجاوز مداه الجوانب التكنولوجية والاقتصادية والعسكرية إلى المجالات الاجتماعية والأدبية؛ فانعكس كل ذلك على المناهج التعليمية في مدارسنا العربية.

أصبح في حكم المؤكد أنّ أغلب المعلمين العرب في هذه البلاد ما زالوا يجهلون دور وظيفة جهاز التربية التعليم في الوسط العربي وأن عددًا لا بأس به ما زال يتساءل! هل سيبقى جهازنا يلهث وراء المجهول والغريب من النظريات والمناهج التربوية الغربية دون أن يضع في سلم أولوياته القيم الخلقية والتربوية التي تناسب كل شرائح مجتمعنا العربي؟ هل سيتوقف يومًا ليقيّم نفسه وليعيد استقلاليته من جديد؟ وهنا لا بد لنا من توضيح، إذ أن توقفنا هذا، إن تمكنا أن نتوقف،  لا يهدف إلى جلد الذات وإنما يصبو لتصحيح الأخطاء التي وقع بها المختصون في شؤون التعليم ومعدو البرامج الثقافية والتعليمية الذين لم يستشرفوا المتغيرات الاجتماعية الآنية، ولم يفلحوا في اختيار المناهج الجيدة التي تعكس واقع الحياة اليومية أولاً ولم يأخذوا بعين الاعتبار أن لنا أمة وتاريخ وحضارة شامخة ثانيًا. يبدو لنا أن هؤلاء الرجال اختاروا نهجًا لا رجعة فيه وقرروا أن يحملوا على كاهلهم نظريات تربوية وأيديولوجيات سياسية لا نعرف عنها شيئًا. فإلى أين يسير بنا جهاز التعليم العربي؟ وإلى أين نسير به.
                



                                      

4 תגובות:

  1. أسمهان أبو خيط17/5/12 19:46

    إن المعلم يعيش وسط الظلام ليحوله إلى نور، وهو خلال ذلك رائد مكتشف رحاله .. يضع أقدامه على أرض لم يطأها إنسان، ويرتاد الآفاق الفكرية التي لم يصلها بشر .. يجب أن يكون عنده دائما أكثر مما يقول، وأعظم مما يحيط به، إنه ليس منجمَ ذهب، أو الماس، بل أروع، فالمنجم يعطي ولكنه ينضب، أما المعلم فهو أشبه بطبقات الأرض، كلما وصلت لطبقة وغصت وجدت طبقات أكثر ثراء وغنى ..
    ولكن.. ولكن ... ولكن... أين نحن من كل هذا .. فإذا كان الأساس .... فكيف سيكون المعلّم ... هيهات

    השבמחק
  2. أسمهان أبو خيط17/5/12 20:05

    "فإلى أين يسير بنا جهاز التعليم العربي؟ وإلى أين نسير به..." إلى المجهول ..رغم أنه مفهوم وواضح، فإذا استمرّ الأمر كذلك سيأخذنا إلى الهلاك ..

    השבמחק
    תשובות
    1. אנונימי17/5/12 20:31

      كلام مهم ومثير التفكير

      מחק
  3. سمر قشوع18/5/12 18:33

    جهاز التربية والتعليم بحاجة لثورة وانقلاب للنهوض به قبل فوات الاوان...

    השבמחק